الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
The relationship between Faith and Islam
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14(
كان من بين الوفود التي وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة تسع المسماة سنةَ الوفود ، وفْدُ بني أسدٍ بننِ خُزيمة وكانوا ينزلون بقرب المدينة ، وكان قدومهم المدينة عقب قدوم وفد بني تميم الذي ذُكر في أول السورة ، ووفَدَ بنُو أسد في عدد كثير وفيهم ضِرار بن الأزْوَر ، وطُلَيْحَة بن عبد الله ( الذي ادعى النبوءة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أيام الردة ( ، وكانت هذه السنة سنة جدب ببلادهم فأسلموا وكانوا يقولون للنبيء صلى الله عليه وسلم أتتك العرب بأنفسها على ظهور رواحلها وجئناك بالأثقال والعيال والذراري ولمْ نقاتلك كما قاتلك محارب خَصَفَةَ وهوازنُ وغَطفانَ . يفدون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروحون بهذه المقالة ويمنُّون عليه ويريدون أن يَصرف إليهم الصدقات ، فأنزل الله فيهم هذه الآيات إلى آخر السورة لوقوع القصتين قصة وفد بني تميم وقصة وفد بني أسد في أيام متقاربة ، والأغراض المسكوَّة بالجَفاء متناسبة . وقال السدّي : نزلت في الأعراب المذكورين في سورة الفتح ( 11 ( في قوله تعالى : { سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا } الآية .
قالوا آمنا ليأمنوا على أنفسهم وأموالهم فلما استنفروا إلى الحديبية تخلفوا فنزلت هذه الآية .
والأعراب : سكان البادية من العَرب . وأحسب أنه لا يطلق على أهل البادية من غير العرب ، وهو اسم جمع لا مفرد له فيكون الواحد منه بياء النسبة أعرابي .
وتعريف { الأعراب } تعريف العهد لإعراب معينين وهم بنو أسد فليس هذا الحكم الذي في الآية حاقاً على جميع سكان البوادي ولا قال هذا القول غير بني أسد .
وهم قالوا آمنا حين كانوا في شك لم يتمكن الإيمان منهم فأنبأهم الله بما في قلوبهم وأعلمهم أن الإيمان هو التصديق بالقلب لا بمجرد اللسان لقصد أن يخلصوا إيمانهم ويتمكنوا منه كما بينه عقب هذه الآية بقوله : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله } الآية .
والاستدراك بحرف ( لكن ( لرفع ما يتوهم من قوله : { لم تؤمنوا } أنهم جاؤوا مضمرين الغدْر بالنبي صلى الله عليه وسلم وإنما قال : { ولكن قولوا أسلمنا } تعليماً لهم بالفرق بين الإيمان والإسلام فإن الإسلام مَقرُّه اللسان والأعمالُ البدنية ، وهي قواعد الإسلام الأربعة : الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج الكعبة الوارد في حديث عمر عن سُؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتأتي الزكاة وتصوم رمضان وتحُجّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلا» فهؤلاء الأعراب لما جاءوا مظهرين الإسلام وكانت قلوبهم غير مطمئنة لعقائد الإيمان لأنهم حديثو عهد به كذبهم الله في قولهم { آمنَّا } ليعلموا أنهم لم يخف باطنهم على الله ، وأنه لا يتعدّ بالإسلام إلا إذا قارنه الإيمان ، فلا يغني أحدهما بدون الآخر ، فالإيمان بدون إسلام عناد ، والإسلام بدون إيمان نفاق ، ويجمعهما طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
وكان مقتضى ظاهر نظم الكلام أن يقال : قل لم تؤمنوا ولكن أسلمتم ، أو أن يقال : قل لا تقولوا آمنا ولكن قولوا أسلمنا ، ليتوافق المستدرك عنه والاستدراك بحسب النظم المتعارف في المجادلات ، فعدل عن الظاهر إلى هذا النظم لأن فيه صراحة بنفي الإيمان عنهم فلا يحسبوا أنهم غالطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستغني بقوله : { لم تؤمنوا } عن أن يقال : لا تقولوا آمنا ، لاستهجان أن يخاطبوا بلفظ مُؤدّاه النهي عن الإعلان بالإيمان لأنهم مطالبون بأن يؤمنوا ويقولوا آمنا قولا صادقاً لا كاذباً فقيل لهم { لم تؤمنو } تكذيباً لهم مع عدم التصريح بلفظ التكذيب ولكن وقع التعريض لهم بذلك بعد في قوله : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } إلى قوله : { أولئك هم الصادقون } أي لا أنتم ولذلك جيء بالاستدراك محمولاً على المعنى .
وعدل عن أن يقال : ولكن أسلمتم إلى { قولوا أسلمنا } تعريضاً بوجوب الصدق في القول ليطابق الواقع ، فهم يشعرون بأن كذبهم قد ظهر ، وذلك مما يُتعير به ، أي الشأن أن تقولوا قولاً صادقاً .
وقوله : { ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } واقع موقع الحال من ضمير { لم تؤمنوا } وهو مبيّنٌ لمعنى نفي الإيمان عنهم في قوله : { لم تؤمنوا }بأنه ليس انتفاء وجود تصديق باللسان ولكن انتفاء رسوخه وعقد القلب عليه إذ كان فيهم بقية من ارتياب كما أشعر به مقابلته بقوله : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } .
واستعير الدخول في قوله : { ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } للتمكن وعدم التزلزل لأن الداخل إلى المكان يتمكن ويَسْتقر والخارج عنه يكون سريع المفارقة له مستوفزاً للانصراف عنه .
و ( لمّا ( هذه أخت ( لم ( وتدل على أن النفي بها متصل بزمان التكلم وذلك الفارق بينها وبين ( لم ( أختها . وهذه الدلالة على استمرار النفي إلى زمن التكلم تؤذن غالباً ، بأن النمفي بها متوقع الوقوع . قال في «الكشاف» «وما في ( لمّا ( من معنى التوقع دال على أن هؤلاء قد آمنوا فيما بعد» .
وهي دلالة من مستتبعات التراكيب . وهذا من دقائق العربية . وخالف فيه أبو حيان والزمخشري حجة في الذوق لا يدانيه أبو حيان ، ولهذا لم يكن قوله : { ولما يدخل الإيمان في قلوبكم }تكريراً مع قوله : { لم يؤمنوا } .
وقوله : { وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً } إرشاد إلى دواء مرض الحال في قلوبهم من ضعف الإيمان بأنه إن يطيعوا الله ورسوله حَصل إيمانهم فإن مما أمر الله به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بيان عقائد الإيمان بأن يقبلوا على التعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة إقامتهم بالمدينة عوضاً عن الاشتغال بالمَنّ والتعريض بطلب الصدقات .
ومعنى { لا يلتكم } لا يُنقصكم ، يقال : لاته مثل باعه . وهذا في لغة أهل الحجاز وبني أسد ، ويقال : التَه ألَتاً مثل : أمره ، وهي لغة غطفان قال تعالى : { وما ألتناهم من عملهم من شيء } في سورة الطور ( 21 ( .
وقرأ بالأولى جمهور القراء وبالثانية أبو عمرو ويعقوب . ولأبي عمرو في تحقيق الهمزة فيها وتخفيفها ألفا روايتان فالدُّوري روى عنه تحقيق الهمزة والسوسي روى عنه تخفيفها .
وضمير الرفع في { يلتكم } عائد إلى اسم الله ولم يقل : لا يَلِتَاكم بضمير التثنية لأنّ الله هو متولي الجزاء دون الرسول صلى الله عليه وسلم
والمعنى : إن أخلصتم الإيمان كما أمركم الله ورسوله تقبَّل الله أعمالكم التي ذكرتم من أنكم جئتم طائعين للإسلام من غير قتال .
وجملة { إن الله غفور رحيم } استئناف تعليم لهم بأن الله يتجاوز عن كذبهم إذا تابوا ، وترغيب في إخلاص الإيمان لأن الغفور كثير المغفرة شديدُها ، ومن فرط مغفرته أنه يجازي على الأعمال الصالحة الواقعة في حالة الكفر غيرَ معتدّ بها فإذا آمن عاملها جوزي عليها بمجرد إيمانه وذلك من فرط رحمته بعباده .
وترتيب { رحيم } بعد { غفور } لأن الرحمة أصل للمغفرة وشأن العلة أن تورد بعد المعلل بها .
: The bedouins say “We have believed” Say “You have not [yet] believed; but say [instead] ‘We have submitted’ for faith has not yet entered your hearts And if you obey Allah and His Messenger He will not deprive you from your deeds of anything Indeed Allah is Forgiving and Merciful”
: ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
(49:14) The Bedouins say: ‘We believe.'(O Prophet), *30say to them: ‘You do not believe; you should rather say: ‘We have submitted”; *31for belief has not yet entered your hearts. If you obey Allah and His Messenger, He will not diminish anything from the reward of any of your deeds. Surely Allah is Most Forgiving, Most Compassionate.
*30) This does not imply alI the desert Arabs but only a few particular groups of the Bedouins who had become Muslims, seeing the increasing power of Islam, thinking that they would not only remain safe from any attack by the Muslims but would also gain materially from the Islamic conquests. These people had not embraced Islam sincerely but had professed faith only verbally in order to be counted among the Muslims, and their this inner state became exposed whenever they would come before the Holy Prophet with different sorts of demands and would enumerate and mention their rights as if they had done him a great favor by accepting Islam. Traditions mention several of such tribal groups, e.g. Muzainah, Juhainah, Aslam, Ashja’, Ghifar, etc. About the Bani Asad bin Khuzaimah in particular, Ibn ‘Abbas and Said bin Jubair have stated that once during a drought they came to Madinah and making a demand for financial help they said to the Holy Prophet again and again: “We became Muslims without any conflict: we did not fight against you as have such and such other tribes fought.” By this they clearly meant to point out that their refraining from fighting against the Messenger of Allah and their accepting Islam was a favour for which they must be rewarded by the Messenger and the Muslims. It was this same attitude and conduct of the Bedouin group living around Madinah, which has been commented upon in these verses. One can understand this appraisal better if one reads it together with vv. 90-110 of At-Taubah and vv. 11-17 of AI-Fat-h.
*31) Another translation of the words qulu aslamna can be; “Say: we have become Muslims. ” From these words some people have concluded that in the language of the Qur’an, “Mu ‘min” and “Muslim” are two opposite terms. A “Mu’min” is he who has believed sincerely and a “Muslim” he who might have accepted Islam only verbally without true faith. But, in fact, this is an absolutely wrong idea. No doubt the word iman here has been used for sincere affirmation by the heart and the word islam for only outward and external submission but to understand them as two independent and mutually contradictory terms of the Qur’an is not correct. A study of the Qur’anic verses in which the words Islam and Muslim have been used, shows that in the Qur’anic terminology “Islam ” is the name of the the Faith, which Allah has sent down for mankind; it comprehends the faith and obedience both, and a ‘MuslIm ” is he who believes with a sincere heart and obeys the Commands practically. This is borne out by the following verses:
“Indeed, Islam is the only right way of life in the sight of Allah.” (AI’Imran: 19)
“And whoever adopts any other than this way of submission (Islam), that way shall not be accepted from him,”(Al-‘Imran: 85)
And I have approved Islam as the way of life for you.” (Al-Ma’idah: 3)
`Whomever Allah wills to guide aright, He makes his breast wide open to Islam.” (Al-An’am: 125)
Obviously, in these verses Islam ” does not imply obedience without the Faith. Here are some other verses:
‘Say (O Prophet): I have been enjoined to be the first one to affirm (faith in) Islam. “(AI-An’am: 14) ‘
“If they have surrendered (to Islam), they are rightly guided.” (AI-‘Imran: 20)
All the Prophets, who were Muslims, judged the cases according to the Torah.” (AI-Ma’idah: 44)
Here, and at scores of other places, acceptance of Islam cannot mean adopting obedience without the the faith. Likewise, here are a few verses in which the word “Muslim” has occurred signifying the meaning in which it has been used repeatedly in the Qur’an:
“O you who have believed, fear Allah as He should truly be feared and see that you do not die save as true Muslim. “(AI-`Imran: 102)
`Allah had called you “Muslims” before this and has called you (by the same name) in this Qur’an, too.” (AI-Hajj: 78)
“Abraham was neither a Jew nor a Christian, but he was a Muslim, sound in the faith.” (AI-i-‘Imran: 67)
`And remember that when Abraham and Ishmael were raising the walls of this House, they prayed: … Lord, make us Thy Muslims and also raise from our offspring a community which should be Muslim. ” (AI-Baqarah: 128)
(The Prophet Jacob’s will for his children:) “O my children, AIIah has chosen the same way of life for you Hence remain Muslims up to your last breath. (AI-Baqarah: 132)
After a study of these verses who can say that in these the word “Muslim”implies a person who does not believe sincerely but has accepted Islam only outwardly? Therefore, to make the claim that in the Qur’anic terminology “Islam” implies obedience without the faith and the “Muslim” in the language of the Qur’an is he who accepts Islam only outwardly is absolutely wrong. Likewise, this claim also is wrong that the words iman and mu’min have been used in the Qur’an necessarily in the sense of believing sincerely. No doubt, at most places these words have occurred to express the same meaning, but there are many places where these words have also been used for outward affirmation of the faith, and aII those who might have entered the Muslim Community with verbal profession have been addressed with. “O you who have believed”, no matter whether they arc the true believers, or people with a weak faith, or mere hypocrites. For a few instances of this, sec Al-i-`Imran: 156, An-Nisa’ :13t5, AI-Ma’idah: 54, Al-Anfal: 20-27, At-Taubah: 38, Al-Hadid: 28, As-Saff: 2.
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15(
هذا تعليل لقوله : { لم تؤمنوا } إلى قوله : { في قلوبكم } وهو من جملة ما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقوله للأعراب ، أي ليس المؤمنون إلا الذين آمنوا ولم يخالط إيمانهم ارتياب أو تشكك .
و ( إنما ( للحصر ، و ( إنّ ( التي هي جُزء منها مفيدة أيضاً للتعليل وقائمة مقام فاء التفريع ، أي إنما لم تكونوا مؤمنين لأن الإيمان ينافيه الارتياب .
والقصر إضافي ، أي المؤمنون الذين هذه صفاتهم غير هؤلاء الأعراب .
فأفاد أن هؤلاء الأعراب انتفى عنهم الإيمان لأنهم انتفى عنهم مجموع هذه الصفات .
وإذ قد كان القصر إضافياً لم يكن الغرض منه إلاّ إثبات الوصف لغير المقصور لإخراج المتحدث عنهم عن أن يكونوا مؤمنين ، وليس بمقتض أن حقيقة الإيمان لا تتقوم إلا بمجموع تلك الصفات لأن عد الجِهاد في سبيل الله مع صفتي الإيمان وانتفاء الريب فيه يمنع من ذَلك لأن الذي يقعُد عن الجهاد لا ينتفي عنه وصف الإيمان إذ لا يكفَّر المسلم بارتكاب الكبائر عند أهل الحق . وما عداه خطأ واضح ، وإلا لانتقضت جامعة الإسلام بأسرها إلا فئة قليلة في أوقات غير طويلة .
والمقصود من إدماج ذكر الجهاد التنويه بفضل المؤمنين المجاهدين وتحريض الذين دخلوا في الإيمان على الاستعداد إلى الجهاد كما في قوله تعالى : { قل للمخلفين من الأعراب ستُدْعَون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يُسلمون }الآية [ الفتح : 16 ] .
و ( ثم ( من قوله : { ثم لم يرتابوا } للتراخي الرتبي كشأنها في عطف الجمل . ففي ( ثم ( إشارة إلى أن انتفاء الارتياب في إيمانهم أهم رتبةً من الإيمان إذ به قوامُ الإيمان ، وهذا إيماء إلى بيان قوله : { ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } [ الحجرات : 14 ] ، أي من أجل ما يخالجكم ارتياب في بعض ما آمنتم به مما اطلّع الله عليه .
وقوله : { أولئك هم الصادقون } قصر ، وهو قصر إضافي أيضاً ، أي هم الصادقون لا أنتم في قولكم { آمناً } .
The believers are only the ones who have believed in Allah and His Messenger and then doubt not but strive with their properties and their lives in the cause of Allah It is those who are the truthful
: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
(49:15) Indeed the ones possessed of true faith are those who believed in Allah and His Messenger and then they did not entertain any doubt and strove hard in the Way of Allah with their lives and their possessions. These are the truthful ones.
The Relationship Between Islam and Faith
The Prophet (peace be upon him) said: “Faith is not through wishful thinking, but it is what settles in the heart and is proven by deeds. Some people left this world without a single good deed, and they said: ‘We had good expectations of Allah.’ They lied! If they had good expectations of Allah, they would have acted righteously.”
Faith is the action of the heart, such as love for Allah and His Messenger, obedience to Allah and His Messenger, glorifying and honoring Allah, respecting His laws, and following His commands and the Sunnah of His Messenger.
Islam, on the other hand, is the outward practice of implementing what Allah has revealed, performing the obligations, doing acts of righteousness and kindness, and avoiding His prohibitions.
Islam is a way of life, and every Muslim must apply Islam in all aspects of their life, whether big or small. The Messenger of Allah (peace be upon him) used to say every day:
“In the morning or in the evening, we live upon the fitrah of Islam and the word of sincerity (the creed of monotheism), the religion of our Prophet Muhammad (peace be upon him), and the way of our father Ibrahim (peace be upon him), who was upright and a Muslim, and he was not one of the polytheists.”
This means that every word and action, whether public or private, in every moment of a Muslim’s day, must be based on Islam, its rulings, guidance, teachings, and advice, all rooted in the oneness of Allah in love, obedience, glorification, and exaltation. This is the religion of Muhammad (peace be upon him) and the way of Ibrahim (peace be upon him).
العلاقة بين الإسلام والأيمان
يقول صلى الله عليه وسلم “ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، إن قومًا خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، قالوا: إنا كنا نحسن الظن بالله، كذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل”.
فالإيمان هو عمل القلب من حب الله ورسوله وطاعة الله ورسوله وتمجيد الله وتعظيمه وتعظيم شرعة واتباع أحكامه وسنة رسوله
أما الإسلام فهو العمل الظاهر في تحكيم ما أنزل الله وأداء الفرائض وأعمال البر والإحسان واجتناب نواهيه.
فالإسلام منهج حياة وعلى كل مسلم ان يحكم الإسلام في كل نواحي حياته صغيرة كانت كبيرة
فقد دأب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقول كل يوم :
أصبحنا أو أمسينا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص ( عقيدة التوحيد ) ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وملة أبينا أبراهيم عليه السلام حنيفا مسلما وما كان من المشركين.
وهذا يعني ان كل قول وعمل ظاهرا كان ام باطنا في كل لحظة من يوم المسلم يجب ان يقوم على الاسلام وأحكامه وإرشاداته وتعليماته ومواعظه بناءا على توحيد الله في الحب والطاعة والتمجيد والتعظيم وهذا هو دين محمد صلى الله عليه وسلم وملة ابراهيم عليه السلام.
كان الصحابة يتعلَّمون الإيمان قبل القرآن، كما يقول ابن عمر: “تَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا إيمَانًا، وأنتم تتعلَّمون الْقُرْآن ثمَّ تتعلَّمون الْإِيمَان” (أخرجه الحاكم وغيره وصححه).
The Companions used to learn faith before the Quran, as Ibn Umar said: “We learned faith first, then we learned the Quran, and our faith increased. But you are learning the Quran first, and then you learn faith.” (Reported by Al-Hakim and others, and authenticated).
العلاقة بين الأسلام والأيمان ( 2 )
۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
(49:14) سورة الحجرات
قال الله سبحانه وتعالى :
{ ولكن قولوا أسلمنا } تعليماً لهم بالفرق بين الإيمان والإسلام فإن الإسلام مَقرُّه اللسان والأعمالُ البدنية ، وهي قواعد الإسلام الأربعة : الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج الكعبة الوارد في حديث عمر عن سُؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتأتي الزكاة وتصوم رمضان وتحُجّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلا» فهؤلاء الأعراب لما جاءوا مظهرين الإسلام وكانت قلوبهم غير مطمئنة لعقائد الإيمان لأنهم حديثو عهد به كذبهم الله في قولهم { آمنَّا } ليعلموا أنهم لم يخف باطنهم على الله ، وأنه لا يتعدّ بالإسلام إلا إذا قارنه الإيمان ، فلا يغني أحدهما بدون الآخر ، فالإيمان بدون إسلام عناد ، والإسلام بدون إيمان نفاق ، ويجمعهما طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
تفسير أبن عاشور
The Relationship Between Islam and Faith (2)
“The Bedouins say, ‘We have believed.’ Say: You have not [yet] believed; but say [instead], ‘We have submitted,’ for faith has not yet entered your hearts. But if you obey Allah and His Messenger, He will not deprive you from your deeds of anything. Indeed, Allah is Forgiving and Merciful.”
(Quran 49:14, Surah Al-Hujurat)
Allah Almighty says: “But say, ‘We have submitted'”—instructing them about the difference between faith (iman) and submission (islam). Islam is outwardly expressed through the tongue ( shahadah )and bodily actions, such as the four pillars of Islam: prayer, zakat, fasting during Ramadan, and pilgrimage to the Kaaba, as mentioned in the hadith of Umar about Gabriel’s question to the Prophet (peace be upon him) regarding Islam, faith, excellence, and the Hour: “Islam is to testify that there is no god but Allah, and Muhammad is the Messenger of Allah, to establish prayer, to give zakat, to fast during Ramadan, and to perform the pilgrimage to the House if you are able to do so.”
These Bedouins came outwardly expressing Islam, but their hearts were not yet settled in the beliefs of faith, as they were new to it. Allah refuted their claim of saying “We have believed,” so they would know that their inner reality was not hidden from Allah, and that Islam alone is not sufficient unless it is accompanied by faith. One without the other is incomplete: faith without Islam is defiance, stubbornness and obstinacy , and Islam without faith is hypocrisy. Both are combined through obedience to Allah and His Messenger (peace be upon him).
(Tafsir Ibn Ashur)
Prof. Dr. Fakhriy Al-Qaisi
وصل اللهم على الحبيب المصطفى محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
Bromley Islamic Centre is a prominent institution within the community, serving as a hub for Muslims in the Bromley area.
©2024 BromleyIslamicCentre All Rights Reserved. Powered by Hamden Technology